دراسة الجدوى البيئية وأهميتها في تاسيس المشاريع

دراسة الجدوى البيئية وأهميتها في تاسيس المشاريع

 

تقرير دراسة الجدوى البيئية :

تُعَدّ دراسة الجدوى أداةً أساسية لتحديد الآثار البيئية للمصنع ووضع الاستراتيجيات الكفيلة بمنع أو تقليل العواقب السلبية. كما تعمل على تقييم الآثار المحتملة الناجمة عن إنشاء المصنع. والهدف الرئيس منها هو تحديد المخاطر البيئية المحتملة وتقديم التوصيات التي تُسهم في تقليل الآثار السلبية وتعزيز الآثار الإيجابية. يوضح هذا التقرير المكوّنات الأساسية لأي تحليل جدوى بيئية خاص بالمصانع.

المكوّنات الرئيسة لدراسة الجدوى البيئية :

1. التقييم البيئي الأساسي :

يختص هذا التقييم بدراسة الوضع البيئي القائم في منطقة المشروع والمناطق المحيطة به، ويشمل ذلك الهواء والمياه والتربة والنباتات والحياة البرية.

2. تحديد النطاق البيئي :

يتناول هذا الجزء تقييم الآثار البيئية المحتملة للمشروع المخطط له، والتي تتضمن ما يلي:

  • التلوث والنفايات: قد تُسهم عمليات التصنيع في تلوث الهواء والمياه والضوضاء، وتآكل التربة، وفقدان المواطن البيئية الطبيعية، فضلاً عن المساهمة في التغيّر المناخي. كما تُنتِج النفايات الكيميائية السامة والمياه العادمة والنفايات الصلبة التي تؤثر سلباً على النظم البيئية.
  • استخدام الأراضي وإزالتها: قد يتطلب إنشاء المصنع مساحات واسعة من الأراضي، مما يؤدي إلى تدهور النظم البيئية الطبيعية.
  • استهلاك الطاقة: قد تحتاج عمليات التشغيل إلى كميات كبيرة من الطاقة، وهو ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية والمساهمة في التغير المناخي.
  • استخدام المياه: قد تتطلب عمليات الإنتاج كميات كبيرة من المياه، مما قد يؤثر على مصادر المياه للسكان القريبين ويؤدي إلى مشكلات متعدّدة.

3. استراتيجيات التخفيف :

تُقَدَّم في هذه المرحلة إجراءات تهدف إلى الحد من الآثار البيئية السلبية أو القضاء عليها. وبعد تحديد التأثيرات المحتملة، تقترح الدراسة التدابير التالية:

  • مكافحة النفايات والتلوث: من خلال اعتماد ممارسات إدارة النفايات التي تشمل التخلص السليم، وإعادة التدوير، ومعالجة النفايات الخطرة.
  • التخطيط لاستخدام الأراضي: عبر إجراء تقييمات بيئية قبل إزالة الأراضي، وتحديد النظم البيئية المهمة، والنظر في مواقع بديلة لتقليل المخاطر.
  • كفاءة الطاقة: باستخدام معدات موفرة للطاقة، ودمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وتحسين العزل لتقليل الاستهلاك.
  • كفاءة المياه: عبر إعادة استخدام المياه وتدويرها، وتثبيت أجهزة لتقليل الاستهلاك، وضمان مطابقة المياه المصرفة للمعايير البيئية.

4. التشاور مع أصحاب المصلحة :

يُعَدّ إشراك أصحاب المصلحة خطوة أساسية، إذ يشمل ذلك المجتمعات المحلية، والمنظمات البيئية، والجهات الحكومية، والأطراف ذات العلاقة الأخرى، بهدف تحديد المخاوف وإدماج آرائهم في التقرير النهائ.

5. المتابعة والرصد :

يتطلب تقييم الأثر البيئي (EIA) إعداد برنامج للرصد لمتابعة فعالية تدابير التخفيف وضمان الالتزام البيئي على المدى الطويل. وتشمل مجالات المتابعة:

  • جودة المياه: مراقبة مصادر المياه القريبة للكشف عن أي تلوث محتمل والسيطرة عليه.
  • جودة الهواء: متابعة الانبعاثات الصادرة عن عمليات التصنيع لضمان التوافق مع المعايير البيئية.
  • التلوث الضوضائي: تقييم مستويات الضوضاء وتطبيق تقنيات الحد منها.
  • التنوع البيولوجي: رصد تأثير المشروع على النباتات والحيوانات المحلية ووضع الإجراءات اللازمة للحفاظ على التنوع الحيوي.

الخاتمة :

تُعَدّ نتائج دراسة الجدوى البيئية أداة أساسية لمطوري المشاريع والمستثمرين والجهات التنظيمية، لضمان معالجة القضايا البيئية في مراحل التخطيط والتصميم والتنفيذ، بما يعزز ممارسات صناعية مستدامة.

 

الدكتور: حارث عبد الرحمن أحمد
قسم البيئة
جامعة الأنبار / كلية العلوم التطبيقية - هيت